-
"ذا كان"
المناهج السورية كانت واقعية بما فيها الكفاية لتؤكد أولية سوريا في كل شيء منذ فجر التاريخ، فكنا نقرأ أن سوريا قد قدمت للبشرية أول فلاح وأول صياد وأول أبجدية وأول حرامٍ وأول فاسد وأول ديكتاتور... نعم الأول في كل شيء، إيجاباً أم سلباً، المهم أن يكون لنا قصب السبق، ولربما كان آخر إبداعاتنا التي أتحفنا بها البشرية أول بطاقة ذكية.
"ذا لاين" مشروع طموح يسعى إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإقامة مدينة حضرية على ساحل البحر الأحمر، إلا أننا في سوريا تخطينا هذه المرحلة منذ أكثر من عقد ونملك تجربة رائدة بإطلاق الحكومة السورية مشروع "ذا كان" عام 2011 على كامل التراب السوري فأمسى البلد في خبر كان.
وشتان بين ذا لاين وذا كان وإليكم الدليل:
"ذا لاين" تخلو من الشوارع والسيارات وبالتالي فهي خالية من الانبعاثات الكربونية.
"ذا كان" أيضا تخلو من الشوارع بعد أن سوت الطائرات السوروسية والبراميل المتفجرة المدن السورية بالأرض وأحياناً مع سكانها، وتخلو أيضاً من السيارات لندرة البنزين والمازوت في المحطات وبيعهما في السوق السوداء العالمية، ولجوء الشعب السوري لركوب الحمير والبغال والأحصنة.
يبلغ عرض مدينة "ذا لاين" 200 م فقط، وبطول 170 كيلو متراً فقط. أما "ذا كان" تبلغ مساحته 185 كم2 ولا أدري إن كان مع أو دون لواء إسكندرون.
أما العرض فقد كان غالياً جداً إلا أنهم باعوه لتمويل الثورة من جهة، والمقاومة من جهة أخرى.
سيحتضن "ذا لاين" 9 ملايين نسمة فقط.
"ذا كان" كان وما يزال يحتضن ملايين الجوعى والمقهورين والمشردين والنازحين والمهجرين وتحت الركام والدمار وفي القبور الجماعية ما خفي أعظم.
سيضمن "ذا لاين" الوصول إلى جميع المرافق في غضون 5 دقائق مشياً، والتنقل عبر قطار فائق السرعة، يصل بين أقصى نقطتين داخل المدينة في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة.
بفضل منظومة الفساد في "ذا كان" نضمن لك بقاءك في أي مرفق حكومي خمس سنوات حتى تدفع المعلوم، أما التجول فكل في مكانه يراوح منذ أحد عشر عاماً بفضل جهود حلفاء المقاومة وأصدقاء الثورة في تنصيب الحواجز الخرسانية والحديدية والطيارة والسواتر الترابية، ولربما ترى مهجراً يرنو إلى مدينته من على الأطلال منذ سنوات ولا يجد للوصول إليها سبيلاً.
قال ذا لاين قال...
ليفانت - فاضل محمد
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!